تراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة بعد بيانات وظائف أمريكية ضعيفة

في أعقاب صدور بيانات اقتصادية أمريكية محبطة، شهد سعر صرف الدولار الأمريكي تراجعاً بالغاً أمام سلة من العملات العالمية الرئيسية، حيث كشفت الأرقام عن فتور ملحوظ في سوق العمل داخل الولايات المتحدة.
فقد أظهرت البيانات أن الشركات الأمريكية قد أضافت 73 ألف وظيفة جديدة فقط خلال شهر يوليو، وهو رقم يقل بشكل ملحوظ عن توقعات المحللين الاقتصاديين التي كانت تشير إلى إضافة حوالي 100 ألف وظيفة، وذلك وفقاً لمسح أجرته وكالة رويترز.
كما سجل معدل البطالة في البلاد ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 4.2%، مقارنة بنسبة 4.1% التي سجلها في شهر يونيو، وهو ما جاء متماشياً مع التوقعات المسبقة.
ومما زاد من وقع الصدمة المراجعة الجذرية التي طالت أرقام شهر يونيو، حيث تم تخفيض عدد الوظائف التي تمت إضافتها إلى 14 ألف وظيفة فقط، بدلاً من الرقم المعلن عنه سابقاً والذي كان يبلغ 147 ألف وظيفة.
هذه الأرقام المتردية دفعت جموع المتداولين والمستثمرين إلى تعزيز توقعاتهم حيال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، حيث يتوقعون الآن خفضاً بمقدار 54 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بـ 34 نقطة أساس يوم الخميس، مع ترجيح البدء في هذا الخفض خلال شهر سبتمبر القادم، ومع ذلك، يظل القرار النهائي للاحتياطي الفيدرالي معلقاً بنتائج تقرير الوظائف القادم لشهر أغسطس.
وفي سياق تعليقها على هذه التطورات، صرحت هيلين جيفن، مديرة التداول في شركة ماني يو إس إيه بواشنطن، قائلة: «الوضع الحالي يبدو أسوأ بكثير مما توقعه أي شخص، والمفاجأة الأكبر تكمن في المراجعة الهبوطية التي طالت أرقام الشهر السابق أيضاً، سوق العمل يشهد تباطؤاً جلياً، الأمر الذي يجعل تقرير شهر سبتمبر المقبل حاسماً ومصيرياً».
وعلى صعيد آخر، تأثرت الأسواق المالية بشكل ملحوظ بالسياسات التجارية التي يتبناها الرئيس دونالد ترمب، والتي تجسدت في فرض تعريفات جمركية جديدة على العديد من الدول، بما في ذلك تعريفة بنسبة 39% على سويسرا، وتعريفة بنسبة 35% على كندا.
وقد أدت هذه التعريفات الجمركية إلى انخفاض سعر صرف الفرنك السويسري مقابل الدولار بنسبة 0.82% ليصل إلى 0.806، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 23 يونيو عند 0.8171.
في المقابل، ارتفع سعر صرف الدولار الكندي بنسبة 0.58% ليصل إلى 1.38 دولار كندي لكل دولار أمريكي، وذلك على الرغم من التعريفة الجمركية المفروضة عليه، كما انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الأخرى، بنسبة 1.09% ليصل إلى 98.94.
وشهد اليورو ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.22% ليصل إلى 1.1554 دولار، بينما تراجع سعر صرف الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 1.58% ليصل إلى 148.35، وذلك بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ 28 مارس عند 150.91، كما تأثر الين أيضاً بالإشارات الصادرة عن بنك اليابان والتي تفيد بتأخير رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي أثار قلق السلطات اليابانية.
وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد أشار يوم الأربعاء الماضي إلى أن البنك المركزي قد يحتفظ بأسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من تأثير التعريفات الجمركية على معدلات التضخم.
ومع ذلك، فإن البيانات الاقتصادية الضعيفة الأخيرة قد أعادت إحياء التكهنات حول إمكانية قيام البنك المركزي بخفض وشيك لأسعار الفائدة، بهدف تحفيز النمو الاقتصادي المتباطئ.